عندما كان عمران رحمن في العاشرة من العمر أخذته أسرته من بريطانيا إلى باكستان حيث وجد نفسه وسط حفل عائلي كبير.
ويتذكر عمران انه طلب إليه أن يجلس بجوار طفلة صغيرة ترتدي ثيابا جميلة، لم يفهم لماذا ولكنه شعر انه والطفلة محل اهتمام الجميع.
انهالت الهدايا والأموال عليهما. ويقول عمران "لم يكن يشغلني في تلك
اللحظة سوى الطعام والهدايا، ولم أفهم ما يحدث، اعتقدت أنه مجرد حفل".
مرت خمس سنوات، ونسى عمران الأمر حتى أظهرت له أسرته صورة الحفل وقالت له إنه حفل خطبته.
وتلك الطفلة الصغيرة، التي كانت تبلغ من العمر في ذلك الحفل 5 سنوات، هي إبنة عمه وخطيبته وزوجة المستقبل رضي أو أبى.
باكستان
عندما علم عمران بحقيقة ذلك الحفل أعلن رفضه وثورته واضطربت حياته وطرد
من مدرستين ولجأت اسرته إلى إرساله لباكستان، وقال والداه له إنه سيرى
هناك المكان الذي ولدا فيه فاعتقد أن الأمر سيكون مجرد أجازة.
ويقول عمران "تم تخديري ذات يوم لأجد نفسي قد نقلت إلى مسجد في قرية نائية وهناك سجنت ووضعت سلاسل حديدية في قدمي".
وتابع قائلا "هناك حبست في غرفة وكان علي النوم وأنا مقيد وتناول
الطعام والاستحمام والذهاب إلى الحمام وأنا في هذا الوضع لقد استمر ذلك
الحال 15 يوما".
وبمساعدة بعض أصدقائه أمكنه العودة إلى بريطانيا، وكان التفسير الذي قدمته له اسرته هو أنها حاولت "إعادة تأهيله".
واستمرت محاولات أسرته لابتزازه عاطفيا حتى رضخ في النهاية وذهب
إلى باكستان وتزوج إبنة عمه ولكن الزواج لم يستمر أكثر من شهر واحد،
فنبذته العائلة.
حدث ذلك منذ 7 سنوات، فأدمن الكحوليات وفي النهاية وجد منظمة تدعى كارما نيرفانا لمساعدته، ولكنها تقدم الدعم اساسا للنساء.
وأدركت المنظمة من دراستها لحالة عمران أن الرجال أيضا يتعرضون للعنف الأسري.
والآن يعمل عمران مع كارما نيرفانا لتقديم الدعم للرجال الذي تعرضوا لظروفه.
ويقول عمران إنه من الصعب تقديم المساعدة للرجل أكثر من المرأة حيث
لا يسمح له بإظهار مشاعره. ويقول "انت رجل، لا تبك ولو بكيت لا يجب أن
تظهر دموعك هذا أمر يفزعني كثيرا".
ويساعد عمران الآن نحو 36 رجلا مروا بنفس محنته. ويقول عمران "إن مساعدتهم في التغلب على محنتهم تجعلني أشعر أن حالتي أفضل".