نيويورك:
تمنت الأم
لو أن المرض أصابها هي ولم يلحق بابنتها المراهقة التي تحبها إلى حد أنها
مستعدة للسفر حول الكرة الأرضية إن كان في ذلك شفاء للابنة. كانت السيدة
بوني بينتر تجلس إلى جوار سرير ابنتها تشاندرا ( 14عاماً) وتتذكر ما قاله
الأطباء لها بأنهم لا يستطيعون فعل شيء لعلاج تشاندرا وتشبثت المعلمة
الأمريكية بالأمل، وأخذت تفكر في حل لمشكلة ابنتها وهي تتذكر الماضي. كانت
المعلمة العازبة بوني في الأربعين من العمر حينما اتصلت بها وكالة تبني
الأطفال وأخبرتها بأنهم جلبوا لها طفلة من أحد دور الأيتام في الهند.
كبرت تشاندرا مع الوقت، وكان كل شيء يسير على ما يرام حتى دخلت مرحلة
المراهقة فقد أخذ جسم تشاندرا بالتضخم وأصبحت تعاني من آلام في كل موضع في
جسدها. وكشفت الفحوصات إصابة تشاندرا بمرض الذئبة الحمراء Iupus الذي يجعل
من الجسم يهاجم نفسه، أما كليتاها فقد توقفتا عن العمل. وبكت بوني وهي
تسمع ابنتها تعتذر لها عن الإزعاج الذي سببته لها. وأحضرت الأم جميع
الأشرطة التي صورت بها اللحظات السعيدة إلى المستشفى لتراهاه تشاندرا
وترتفع معنوياتها إلا أن الأطباء أكدوا أن العلاج الوحيد الذي جربوه مع
الفتاة لم يجد نفعاً، وتوقع الأطباء أن تتوفى الفتاة في غضون أسبوعين، غير
أن بوني تمسكت بالأمل بإصرار، وحصلت المعجزة حينما تعافت تشاندرا من مرضها
وعادت إلى حياتها الطبيعية من جديد.
غير أن التجارب تولد الأسئلة، وقد خرجت تشاندرا من تجربة مرضها بسؤال مهم: من أنا؟ إن كنت هندية فيجدر بي العودة إلى الهند.
وتمنت بوني لو استطاعت تحقيق حلم ابنتها بالتبني، ولكن كيف يمكن
لمعلمة أن تتحمل نفقات السفر إلى الهند؟ وأثناء محاولة بوني إيجاد حل
للمسألة كانت تشاندرا تجمع المعلومات عن أمها بالولادة من خلال وكالة
التبني، وقد اكتشفت أن أمها وضعتها في دار الأيتام حال ولادتها كي تجد
رعاية أكبر. وتشعر تشاندرا اليوم بالحب تجاه أمها بالولادة التي أحبتها
ووضعتها في دار الأيتام لتجد حياة أفضل، غير أن الفتاة تؤكد على أن أمها
الحقيقية هي من ربتها، أي بوني. مولت مؤسسة "ميك أويش" تكاليف رحلة
تشاندرا إلى بلدها الأصلي، وعادت من تلك الرحلة مطمئنة البال. تبلغ
تشاندرا من العمر 19عاماً، وهي تدرس التمريض في الوقت الحالي.
تقول بوني "إن زيارة تشاندرا للهند أثرت بها إيجابياً، أنا واثقة من أنها ستكمل مسيرة حياتها بنجاح".